أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: منحدر (قصة قصيرة من كتابي يوميات الروب الأسود)

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد إسماعيل سلامه
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : المنصورة
    العمر : 41
    المشاركات : 734
    المواضيع : 99
    الردود : 734
    المعدل اليومي : 0.10
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي منحدر (قصة قصيرة من كتابي يوميات الروب الأسود)

    مُنْحَدَر
    قصة قصيرة من كتابي (يوميات الروب الأسود)
    ...
    قرأتُ مقالا قصيرا على أحد المواقع يحاول أن يؤكد على حقيقة أن البعض يتمتع بحضورٍ طاغٍ يغنيه عن الكلام ، واستشهد كاتب المقال بالممثل الأمريكي آرنولد شوارزينجر الذي نطق 58 كلمة فقط في فيلم الخيال العلمي الشهير The Terminator وكيف أن أدائه وبنيته الجسدية القوية أغنته عن التحدث وتكلل الفيلم بنجاح باهر بفضل كاريزما الحضوري الجسدي وبأقل عدد كلمات ممكن في تاريخ السينما العالمية.

    تناولت قرصين من أدوية اكتئابي المزمن بدلا من الإفطار ، ثم أكملت تصفح الإنترنت ، فوجدت تقريرا يحذر من خطورة الذكاء الإصطناعي في تزييف الأخبار بعد انتشار فيديو كان يبدوا حقيقيا تماما لمصرع مدربة حيتان بعد أن التهمها الحوت الذي تدربه ، وتعاطف الملايين حول العالم مع الخبر في حين أن السيدة لم تمت ، والواقعة كلها كانت مجرد فيديو بدا حقيقيا تماما للعيون التي رأته فسلمت به دون تحقق ، وتداوله الناس وهو مجرد ذكاء اصطناعي ، لم يحتو المشهد على كلمة واحدة ، لكنه بدا حقيقيا ومقنعا للعيون التي رأته!

    وأثناء صنع كوب كبير من القهوة بلا سكر ، تذكرت تلك السيدة الشبقة التي تجلس في العمل تصطاد كل من لديه مكان متاح لممارسة الجنس معه وكان أحمقا كفاية ليقبل ، وكيف أنها صدمت حين طردتها من مكتبي ، ليس منطقيا – في منطقها العشوائي الرخيص- أن يرفض صاحب الأربعين دون زواج عرضا مجانيا كهذا لابد أن لديه مشكلة ما ، ثم حاولت رد كرامتها بهدر كرامتي باتصالات أثناء وجودها مع آخرين من الشباب في عمر أولادها في غرف نومهم وتصدير أصوات ربما تصلني فكرة أنها ليست في حاجه كبيرة لأمثالي وأنها تحصل على ما تريده من آخرين ، يوميا !

    على المكتب .. بعض القضايا الغير مغلقة تحتاج إلى المزيد مما يجب كتابته ، وفي الركن .. عدة قصائد غير مكتملة أيضا في ديوان كان من المفترض أن يُنشر منذ فترة طويلة ، وفي أول الأدراج كانت هناك تلك الأجندة المزخرفة التي أهدتني إياها فتاة أحببتها كثيرا من طرف واحد ، وربما أرادت أن تكتشف مدى عمق الجرح الذي تسببت به ومدى حلاوة القصائد التي تُكتب في هذا الخصوص فأهدتني الأجندة فارغة .. لأملأها !

    على الميزان .. بدا الرقم كما لو أنه لا شيء سوف يوقف فقدي للوزن أبدا .. أقله لسنا في غزة غاية ما هنالك .. أنك فقدت الرغبة في تناول الطعام أو الشعور به ، هذا مطمئن نوعا ما ، لا يجبرك أحد على ذلك كما هو حال هؤلاء المساكين، أنت فقط .. لا تريد ، اطمئن .. لست مسكينا !

    في الشقة ، ضاقت الأمكنة ببقايا الأشياء التي ادخرها لوقت أفضل ، أصنع منها شيئا ما مفيد ، كان التكدس القهري هو الصديق المخلص لعائلة أمراض العزلة والشقيق الأكبر للإكتئاب الحاد وأرق الليالي المرّة التي تمضي بلا حلول ولا إجابات ، لكن الشيء الأمرّ هو رجوعي بخفيّ حنين ، مكتشفا في كل مرة أخرج فيها للعمل أو مقابلة صديق أو التمشية ، أن الأماكن في الخارج ، أصبحت – وبحق – أضيق كثيرا من كل زوايا الشقة !

    في الخارج .. تقف العيون تماما عند جلدك .. لم تعد ثمة نظرة واحدة تخترق منك شيئا إلى الداخل كما كان الحال قديما .. وكان العقلاء يلمحون في الآخرين قيما أخرى غير شحوم البدن ، وأقنعة الوجه المتجددة ، والملامح المصطنعة ! أوحشني هذا النوع من التواصل ولو مع منحوتة لمحمود مختار أو صورة خيالية لإحداهن تخلقها قصيدة لشاعر موهوب .. من العدم .. أو ربما .. من ألمه !!

    أحيانا .. أكتشف أن حنيني إلى نسختي القديمة الساذجة أكثر من التطلع لأي حدث قادم ! تلك النسخة التي كان يملؤها الشغف بأشياء تافه كمتابعة الدوري الإنجليزي أو قراءة قصيدة خيالية تبهرني تشبيهاتها أو حتى العبث مع التدخين والقهوة مستمتعا بصمودك الجسدي الذي يكفل لك النوم متى تريد برغم ذلك ! ، اليوم لا تدري أين ذهب النوم ولو بالعقاقير !! أين ذهبت هذه الأشياء ومتى اختلسها الزمن لتجد نفسك قبيل حافة وادٍ تنظر خلفك فيه فلا تجد إلا غبار عمرك يلاحق عينيك إن أطلت النظر فيه متعجبا .. متى وأين .. وصلت إلى ذلك المنحدر .. وحدك !
    محمد سلامه
    15-8-2025
    غريبٌ ساءَهُ زَمَنٌ غريبُ .. وقلبٌ ليسَ يكفلهُ حَبيبُ
    https://sites.google.com/view/mohsalama

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,745
    المواضيع : 383
    الردود : 22745
    المعدل اليومي : 4.76

    افتراضي

    كم أكره هذا الأكتئاب الذي يؤثر على طريقة تفكيرك وسلوكك ومشاعرك
    يسبب لك الشعور بالأحباط وعدم القدرة على ممارسة حياتك بشكل طبيعي
    يسبب لك الحزن الشديد فتفقد الرغبة في الطعام، وتضيق بك الأمكنة
    سواء كنت وحدك أو حتى بين الناس
    يفقدك الرغبة والشغف بما يبعث يالبهجةفي الحياة، ويفقدك حتى الرغبة في النوم
    شعورك بأن العمر يجري بدون أن تحقق فيه ذاتك وانك واصل فيه إلى منحدر.. وحدك
    بقلب أم .. فأنت مثل أولادي ـ لا بل أنت في عمر أصغر أولادي أقول لك.....
    أقتل هذا الأكتئاب الذي يدمر حياتك
    ولا أعرف لذلك إلا طريق واحد .. ( ففروا إلى الله .. )
    شد الرحال إلبه بقلبك واجعله الملجأ والملاذ
    أهرب إليه من شيطان يأسك إلى نعيم أنسه
    توجه إلى الله وحده وأنسى الكون من حولك
    إلجأ إليه، وتوكل عليه، واسند الأمر كله إليه
    ففي كنفه ستجد الأمن والسعادة والنعيم
    ولن تكون أبدا وحدك.
    تحياتي ودعواتي.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد إسماعيل سلامه
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : المنصورة
    العمر : 41
    المشاركات : 734
    المواضيع : 99
    الردود : 734
    المعدل اليومي : 0.10
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    كم أكره هذا الأكتئاب الذي يؤثر على طريقة تفكيرك وسلوكك ومشاعرك
    يسبب لك الشعور بالأحباط وعدم القدرة على ممارسة حياتك بشكل طبيعي
    يسبب لك الحزن الشديد فتفقد الرغبة في الطعام، وتضيق بك الأمكنة
    سواء كنت وحدك أو حتى بين الناس
    يفقدك الرغبة والشغف بما يبعث يالبهجةفي الحياة، ويفقدك حتى الرغبة في النوم
    شعورك بأن العمر يجري بدون أن تحقق فيه ذاتك وانك واصل فيه إلى منحدر.. وحدك
    بقلب أم .. فأنت مثل أولادي ـ لا بل أنت في عمر أصغر أولادي أقول لك.....
    أقتل هذا الأكتئاب الذي يدمر حياتك
    ولا أعرف لذلك إلا طريق واحد .. ( ففروا إلى الله .. )
    شد الرحال إلبه بقلبك واجعله الملجأ والملاذ
    أهرب إليه من شيطان يأسك إلى نعيم أنسه
    توجه إلى الله وحده وأنسى الكون من حولك
    إلجأ إليه، وتوكل عليه، واسند الأمر كله إليه
    ففي كنفه ستجد الأمن والسعادة والنعيم
    ولن تكون أبدا وحدك.
    تحياتي ودعواتي.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحيتي إلى قلب الأم ذاك ، ليس عندي واحدة في الواقع
    تحيتي أستاذة لمشاعرك النبيلة