حواراتي مع الدكاترة النفسيين تستحق أن تُطبع في كتاب ، أحدهم من قريب ، قال لي : التجارب العاطفية الفاشلة لازم تخرج من دائرتها بوجوه جديدة وأصحاب جدد والوحدة اللي انت عايش فيها دي هتصعب طريق العلاج وهتؤدي لإنتكاسات طويلة. لازم نخرج.
فوجيء الرجل ( وفوجئت معه ) بردي على طريق اللمبي في فيلم "اللي بالي بالك" : يمي يمي يمي ، تزدق فزعتني ، أحب أقولك يا دكتر إن عايش لوحدي من أيام دوري المظاليم بتاع صهرجت وكوم النور ، وكانت الفترة اللي قضيتها طفل وحيد هي الأمتع على الإطلاق ، بربع جنيه جيلاتي ، وجلسة منبسطة أعلى المقابر ، تشاهد باقة لا مثيل لها اليوم على "نتفلكس" أو "شاهد" من كرة القدم الشعبية بين "الرياح والجزارين" وقبيل انتهاء المباراة يشتبك اللاعبين لأتفه سبب فتشاهد بعد قرابة 90 دقيقة ممتعة من كرة القدم ، باقة أخرى من أمتع مشاهد العنف والضرب الواقعي بين اللاعبين، ثم تعود إلى منزل مليء بالعنف الأسري لتستكمل باقة الضرب والعنف على جسدك الهزيل من شقيقك الأكبر منك بتسع سنوات، ولا تعرف لهذا العالم سلاما .. إلا حين تهرب وحدك رفقة كتاب أدبي ينقلك إلى عالم آخر ويعمل عمل (الأنتي بيوتك) و ( المُسكن ) .. لقد كانت ولا تزال وحدتي هي الأمان والمتعة في هذه "الزريبة" سعادتك.
وبعد أن صرنا رجالا في غياهب المدن وحيدين، وبعد سنوات كبرنا خلالها ولم نعشها ، كان حظي خربا تماما مع النساء والعلاقات ، ففي حين أتعامل بتلك الخيالات الأدبية التي قرأت عنها لأدباء عظام ، حريص على المثالية في العلاقة ومتوقعا المثل، تفاجئت أن واقعهن لا يختلف كثيرا عن واقع "الرياح .. والجزارين" !
لأتفاجيء أنني - بعد كل هذا العمر - أتقنت لغةً لم تعد مستعملة !
- طيب أناه ... هكتبلك تاني على كيتامين ، سيبرا برو وو ..
- بقولك إيه يا دكتر ما نجرب الحشيش؟
- اشمعنى ؟!!
- أرخص !
..
محمد سلامه



رد مع اقتباس

