كلّما ضاقَ بي الزَّمَنُ، اتَّسَعْت لي كسماءٍ ثالثة،
لا يشوبُها غيمٌ، ولا يخذلُها مَطَر.
كأنك الملجأَ حينَ يَتَنَكَّرَ الوجعُ في هيئةِ بَشَر،
والمأوَى حينَ تتَساقَطَ جُدرانِي واحدًا تِلوَ الآخَر.
فِيك سَكَنَى لا تُشْبِهُ المَساكِن،
صوتُك نايٌ يُسْكِتُ ضجيجَ قَلَقِي،
ونَظْرَتُك بَلْسَمٌ يُهَدْهِدُ الأنينَ في أعماقِي،
كأنَّك مِنْ رَحِمِ الأمانِ وُلِدْتِ..
وكأنَّ الطمأنينةَ قد اقْتَرَضَت ملامِحَك لتعرف نَفْسَها.
ولَسْتُ أعودُ إليك عابِرًا..
بل أرجو دِفْئَك كما يَبْتَغِي الرمادُ شَرارَةَ نَجَاة،
وأتَنَفَّسُك كما يُولَدُ الغَرِيقُ مِنْ رِئتَيْ الهواء،
وأحيا بك كما تُبْعَثُ الأرواحُ في لَحْظَةِ الخَلْق.
أنت وَطَن..
بِلا حُدودٍ ولا خَرائط،
لا يحتاجُ جَوازَ مُرور... يَكْفِي أنْ أَنْتَمِي إليك بِقلبٍ صادِق،
فأجِدَ بينَ يَدَيْك اتّساعَ الأرْض،
ورَحْمَةَ السَّماء،
وأمانَ العُمْر... كُلَّه