أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حين يصمت العدل

  1. #1
    الصورة الرمزية آمال المصري
    عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,957
    المواضيع : 411
    الردود : 23957
    المعدل اليومي : 3.82

    افتراضي حين يصمت العدل

    كانَ كُلُّ شَيْءٍ يَبدو عَلى ما يُرامُ،
    حَتّى بَدَأَتِ الأَشْياءُ تَتَصَرَّفُ كَأَنَّها تَكْرَهُني.
    الأَبْوابُ تُغْلَقُ حينَ أَقْتَرِبُ،
    والطُّرُقُ تَلْتَفُّ حَوْلي كَأَنَّها تَعْلَمُ أَنِّي لا أَمْلِكُ خارِطَةً أُخْرَى.
    أَبْتَسِمُ، ولَكِنَّ الهَوَاءَ لا يُجيدُ المُجامَلَة،
    أَتَكَلَّمُ، فَيَعودُ إِلَيَّ صَدَى صَوْتي مُرْتَجِفًا...
    كَأَنَّما يُحَذِّرُني مِن شَيْءٍ لا يَجِبُ أَنْ يُقالَ.
    لا أَحَدَ يَراكَ حينَ تَنْكَسِرُ بِبُطْء،
    ولا أَحَدَ يَفْهَمُ أَنَّ سُكُونَكَ لَيْسَ رِضًا،
    بَلْ صُراخٌ صامِتٌ... مِن نَوْعٍ آخَر.
    كُلُّ ما حَوْلَكَ يَرْتَدي القِناعَ...إلّا قَلْبَكَ،
    القَلْبُ وَحْدَهُ مَن يَدْفَعُ الفاتورَةَ كامِلَةً،
    عَلى طاوِلَةٍ لَمْ يَجْلِسْ إلَيْها قَطْ.
    وفي زاوِيَةٍ مِن هذِهِ الحَياةِ،
    يَتَدَلّى السُّؤالُ الّذي لا يُغْلَقُ:
    "هَلْ كُنْتَ تَسْتَحِقُّ ما جَرَى؟
    أَمْ فَقَطْ كُنْتَ الأَقْرَبَ… حينَ أَطْلَقَ القَدَرُ رَصاصَتَهُ؟"
    ورَغْمَ ذلِكَ…
    تَنْهَضُ.
    لا لأَنَّكَ بِخَيْرٍ،
    بَلْ لأَنَّكَ قَرَّرْتَ أَلّا تَكونَ مِثْلَهُمْ.
    ولأَنَّكَ تَعْرِفُ — في عُمْقٍ لا يَراهُ أَحَدٌ —
    أَنَّ كُلَّ ما يُخْفَى…
    سَيُوزَنُ يَوْمًا،
    بِدِقَّةٍ لا تُخْطِئُ.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,745
    المواضيع : 383
    الردود : 22745
    المعدل اليومي : 4.76

    افتراضي

    كم هى عميقة وموجعة هذه النثرية
    تنبض بشعور القهرحين يصمت العدل ولا يترك خلفه إلا العبث والخذلان
    صمت العدل ليس غيابا للقانون يل غيابا للضمير ،للإنصاف الذي يرد المظالم
    في زمن الظلم تحاسب القلوب التي لم ترتكب شيئا لكنها كانت أصدق من اللازم
    رأيت هنا أيضا وصف لمن يشعر أن الحياة تدير له ظهرها دون سبب واضح
    لكنها في النهاية تمسك بيده لتقول له... انهض فالصمت ليس النهاية
    بل الأنتظار العميق لمن لا يخطئ.

    رحلة تجولنا فيها بين حروفك فغرقنا في اقتدار فكرك وجمال بلاغتك
    وعايشنا هنا جمال اللغة وبليغ التعبير وألق الصور البلاغية.
    دام إبداعك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية عبدالله عويد محمد
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jun 2012
    الدولة : العراق
    المشاركات : 36
    المواضيع : 7
    الردود : 36
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    كأنك تحاوري الحياة في لحظة خذلانها الكبرى
    لأنك اخترت ألّا تنكسري مثلهم

    هذا النص شهادة حيّة على من مرٍّ من الجمر
    ولم يتفحم

    أقف احترامًا لهذا العمق
    ولقلبٍ ما زال يكتب، رغم كل الفواتير غير المستحقة
    شكرا لهذا البهاء، ولهذا الصدق النادر.

  4. #4
    الصورة الرمزية آمال المصري
    عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,957
    المواضيع : 411
    الردود : 23957
    المعدل اليومي : 3.82

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    كم هى عميقة وموجعة هذه النثرية
    تنبض بشعور القهرحين يصمت العدل ولا يترك خلفه إلا العبث والخذلان
    صمت العدل ليس غيابا للقانون يل غيابا للضمير ،للإنصاف الذي يرد المظالم
    في زمن الظلم تحاسب القلوب التي لم ترتكب شيئا لكنها كانت أصدق من اللازم
    رأيت هنا أيضا وصف لمن يشعر أن الحياة تدير له ظهرها دون سبب واضح
    لكنها في النهاية تمسك بيده لتقول له... انهض فالصمت ليس النهاية
    بل الأنتظار العميق لمن لا يخطئ.
    رحلة تجولنا فيها بين حروفك فغرقنا في اقتدار فكرك وجمال بلاغتك
    وعايشنا هنا جمال اللغة وبليغ التعبير وألق الصور البلاغية.
    دام إبداعك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    قرأتُ حروفكِ ياغالية فوجدتُها امتدادًا للنص وروحه، تزيده عمقًا وتمنحه بعدًا جديدًا. التقطتِ المعنى الخفي وصغتِه بلغةٍ أنقى من الضوء، فأضفتِ على الفكرة جمالًا فوق جمالها.
    امتناني لحرفكِ الذي جاء كخاتمة راقية تُزيّن العمل وتُثريه.
    تحياتي

  5. #5
    الصورة الرمزية آمال المصري
    عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,957
    المواضيع : 411
    الردود : 23957
    المعدل اليومي : 3.82

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله عويد محمد مشاهدة المشاركة
    كأنك تحاوري الحياة في لحظة خذلانها الكبرى
    لأنك اخترت ألّا تنكسري مثلهم
    هذا النص شهادة حيّة على من مرٍّ من الجمر
    ولم يتفحم
    أقف احترامًا لهذا العمق
    ولقلبٍ ما زال يكتب، رغم كل الفواتير غير المستحقة
    شكرا لهذا البهاء، ولهذا الصدق النادر.
    كلماتك اديبنا الفاضل ليست مرورًا على النص، بل غوصًا في أعماقه والتقاطًا لروحه في لحظة ولادتها. قرأتَ الوجع بعيون من يعرف النار، وميّزتَ الصمود بين رماد الهزيمة.
    امتنانٌ لك على قراءة تحمل صدقًا يوازي صدق الحرف، وعلى إهداء النص مرآة يرى فيها ذاته أوضح.
    تحياتي