كانَ كُلُّ شَيْءٍ يَبدو عَلى ما يُرامُ،
حَتّى بَدَأَتِ الأَشْياءُ تَتَصَرَّفُ كَأَنَّها تَكْرَهُني.
الأَبْوابُ تُغْلَقُ حينَ أَقْتَرِبُ،
والطُّرُقُ تَلْتَفُّ حَوْلي كَأَنَّها تَعْلَمُ أَنِّي لا أَمْلِكُ خارِطَةً أُخْرَى.
أَبْتَسِمُ، ولَكِنَّ الهَوَاءَ لا يُجيدُ المُجامَلَة،
أَتَكَلَّمُ، فَيَعودُ إِلَيَّ صَدَى صَوْتي مُرْتَجِفًا...
كَأَنَّما يُحَذِّرُني مِن شَيْءٍ لا يَجِبُ أَنْ يُقالَ.
لا أَحَدَ يَراكَ حينَ تَنْكَسِرُ بِبُطْء،
ولا أَحَدَ يَفْهَمُ أَنَّ سُكُونَكَ لَيْسَ رِضًا،
بَلْ صُراخٌ صامِتٌ... مِن نَوْعٍ آخَر.
كُلُّ ما حَوْلَكَ يَرْتَدي القِناعَ...إلّا قَلْبَكَ،
القَلْبُ وَحْدَهُ مَن يَدْفَعُ الفاتورَةَ كامِلَةً،
عَلى طاوِلَةٍ لَمْ يَجْلِسْ إلَيْها قَطْ.
وفي زاوِيَةٍ مِن هذِهِ الحَياةِ،
يَتَدَلّى السُّؤالُ الّذي لا يُغْلَقُ:
"هَلْ كُنْتَ تَسْتَحِقُّ ما جَرَى؟
أَمْ فَقَطْ كُنْتَ الأَقْرَبَ… حينَ أَطْلَقَ القَدَرُ رَصاصَتَهُ؟"
ورَغْمَ ذلِكَ…
تَنْهَضُ.
لا لأَنَّكَ بِخَيْرٍ،
بَلْ لأَنَّكَ قَرَّرْتَ أَلّا تَكونَ مِثْلَهُمْ.
ولأَنَّكَ تَعْرِفُ — في عُمْقٍ لا يَراهُ أَحَدٌ —
أَنَّ كُلَّ ما يُخْفَى…
سَيُوزَنُ يَوْمًا،
بِدِقَّةٍ لا تُخْطِئُ.