أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ملاحظات في دفتر الغياب

  1. #1
    الصورة الرمزية المختار محمد الدرعي
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2014
    الدولة : مكة المكرمة
    المشاركات : 541
    المواضيع : 88
    الردود : 541
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي ملاحظات في دفتر الغياب

    أنا غائبٌ عن نفسي
    كما يغيب ظلّ الغيمُ
    في مرآة المطر…
    أعدُّ أنفاسي
    كأنها خطوات شخصٍ
    لم يأتِ بعدُ إلى الحياة…
    تركتُ ضوءي في جيب شمس الغروب
    نسيت أن أُوصي الليل
    أن لا يُشبهني كثيرًا…
    كلّما كتبتُ عنّي
    محوتُني
    لأبقي أثرًا
    يعرفني أكثر منّي…
    أنا الآن فكرة
    تُجرّب أن تمشي حافية
    فوق جمر السؤال…
    في وحدتي
    تعزف الريحُ لحنًا
    أعرف أني ألفتُه
    حين كنت ظلًّا لطفل لم يُولد…
    الوقتُ لا يمضي
    أنا الذي أُفرغ الساعة
    من عقاربها
    كي لا تعضّني…
    أرسم وجهي
    في زجاجٍ مكسور
    لأرى كم مرّة
    تشرّدتُ بداخلي…
    كلّ صمتٍ
    هو رسالة
    منّي إليّ
    بخطٍّ لا يُقرأ…
    انشغلتُ عن العالم
    برتق فراغٍ
    خلّفته لحظة دهشة
    نسيت أن أغلق بابها…
    أنا النائم في الحرف
    أنتظر أن يوقظني
    صوتُ حبرٍ
    يعرفني أكثر من الورق…
    أصنع سلّما
    من تنهّداتي
    لأصعد إلى فكرة
    تركتها منذ قرنٍ في صدري…
    كلّما قلت "أنا"
    شعرت أنّني أعتذر
    لشخصٍ
    لم ألتقِ به بعد…
    في انشغالي
    تتكوّر الروح كجُرح
    تخجل أن يُشفى…
    أنا القصيدة
    التي تنسى نهايتها
    كلّما وصلت إلى القافية…
    حين غبتُ
    أنا لا أكتب
    أنا أُصغي لصوتٍ
    كان نائمًا في أصابعي…
    كلّ ما فيّ
    هو محاولة
    لأن أفهم نفسي
    قبل أن تُفسّرني المرايا…
    حين أرحل عنّي
    أُسلّم مفاتيحي
    لظلّي
    وأقول له: "كن لي وطنًا"…
    أنا هنا
    لأُمسك بحزني
    قبل أن يتحوّل
    إلى نشيدٍ لا يُغنّى…
    وفي النهاية
    أكتبني على هامش الصمت
    وأتوقّع أن أقرأني
    في غيابٍ قادم…

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,745
    المواضيع : 383
    الردود : 22745
    المعدل اليومي : 4.76

    افتراضي

    أيها الغياب المكتوب كأنك حضورٌ مشوّه...
    حين قلتَ:
    "أنا غائب عن نفسي كما يغيب ظلّ الغيم في مرآة المطر"
    فهمت أنك لا تتحدّث عن هروبٍ عابر، بل عن غيابٍ يتكاثر داخلك،
    كأنك تُحاول أن تلمح ملامحك في ماءٍ يرتجف،
    ولا ترى سوى الطين.
    وحين قلتَ:
    "كلّما كتبت عنّي محوتني"
    عرفت أنك لا تكتب لتُظهر نفسك،
    بل لتخفيها من عينيك،
    كأنك تخشى أن تراها عارية من الزيف، صادقة حدّ الألم.
    وعندما اعترفت:
    "الوقت لا يمضي، أنا من أُفرغ الساعة من عقاربها"
    أدركت أن الزمن عندك لا يُقاس بالدقائق،
    بل بالدهشة…
    وبتلك اللحظات التي لم تُغلق بابها،
    فظلّت تتسلّل إليك كتيه لا ينتهي.
    وفي قولك:
    "كلّ صمتٍ هو رسالة مني إليّ بخط لا يُقرأ"
    علمت أن وحدتك مزدحمة،
    وأنك تحاور نفسك بلغاتٍ لا صوت لها،
    تحاول فكّ الشيفرة… وأنت نفسك القفل والمفتاح.
    أما عندما قلتَ:
    "أنا القصيدة التي تنسى نهايتها كلما وصلت إلى القافية"
    فقد بان أنك لا تخشى النسيان،
    بل تخشى أن تكتمل،
    لأن الاكتمال عندك موتٌ لمعنى لم يُولد بعد.
    وحين أسلمت مفاتيحك لظلّك وقلت له:
    "كن لي وطنًا"
    أيقنت أن الوطن عندك ليس مكانًا،
    بل أثر...
    أثر خفيف لشخصٍ كنت تحاول أن تكونه،
    ولا زلت تحاول.
    وفي النهاية…
    حين كتبت نفسك على هامش الصمت،
    فهمت أنك لم تكن تبحث عن قارئ،
    بل عن نُسختك الضائعة،
    التي سترجع ذات غيابٍ قادم،
    لتقرأك كما لم يفعل أحد.

    نبض الحرف بقوة وبشاعرية محلقة
    في خاطرة جميلة أدهشتني صياغتها
    تنم عن فكر راق ومشاعر عذبة وأحاسيس شفافة.
    دمت وجمال حرفك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية المختار محمد الدرعي
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2014
    الدولة : مكة المكرمة
    المشاركات : 541
    المواضيع : 88
    الردود : 541
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    أيها الغياب المكتوب كأنك حضورٌ مشوّه...
    حين قلتَ:
    "أنا غائب عن نفسي كما يغيب ظلّ الغيم في مرآة المطر"
    فهمت أنك لا تتحدّث عن هروبٍ عابر، بل عن غيابٍ يتكاثر داخلك،
    كأنك تُحاول أن تلمح ملامحك في ماءٍ يرتجف،
    ولا ترى سوى الطين.
    وحين قلتَ:
    "كلّما كتبت عنّي محوتني"
    عرفت أنك لا تكتب لتُظهر نفسك،
    بل لتخفيها من عينيك،
    كأنك تخشى أن تراها عارية من الزيف، صادقة حدّ الألم.
    وعندما اعترفت:
    "الوقت لا يمضي، أنا من أُفرغ الساعة من عقاربها"
    أدركت أن الزمن عندك لا يُقاس بالدقائق،
    بل بالدهشة…
    وبتلك اللحظات التي لم تُغلق بابها،
    فظلّت تتسلّل إليك كتيه لا ينتهي.
    وفي قولك:
    "كلّ صمتٍ هو رسالة مني إليّ بخط لا يُقرأ"
    علمت أن وحدتك مزدحمة،
    وأنك تحاور نفسك بلغاتٍ لا صوت لها،
    تحاول فكّ الشيفرة… وأنت نفسك القفل والمفتاح.
    أما عندما قلتَ:
    "أنا القصيدة التي تنسى نهايتها كلما وصلت إلى القافية"
    فقد بان أنك لا تخشى النسيان،
    بل تخشى أن تكتمل،
    لأن الاكتمال عندك موتٌ لمعنى لم يُولد بعد.
    وحين أسلمت مفاتيحك لظلّك وقلت له:
    "كن لي وطنًا"
    أيقنت أن الوطن عندك ليس مكانًا،
    بل أثر...
    أثر خفيف لشخصٍ كنت تحاول أن تكونه،
    ولا زلت تحاول.
    وفي النهاية…
    حين كتبت نفسك على هامش الصمت،
    فهمت أنك لم تكن تبحث عن قارئ،
    بل عن نُسختك الضائعة،
    التي سترجع ذات غيابٍ قادم،
    لتقرأك كما لم يفعل أحد.
    نبض الحرف بقوة وبشاعرية محلقة
    في خاطرة جميلة أدهشتني صياغتها
    تنم عن فكر راق ومشاعر عذبة وأحاسيس شفافة.
    دمت وجمال حرفك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لقد قرأتِ النص بروحك، لا بعينيك، فلامستِ الجرح في لثغة الحرف، ورأيتِ الغياب وهو يتكوّن في صمت العبارة...
    فأيّ قارئةٍ أنتِ؟
    حين يقول القارئ للنص ما لم يجرؤ النص على البوح به، فذلك إبداع موازٍ للكتابة ذاتها، بل هو اكتمال لها.
    كلّ الامتنان لروحك التي جاءت كغمامة، لا تُمطر إلا فهمًا، ولا تترك خلفها إلا عطراً من ذوقٍ رفيع.
    دمتِ قارئةً تُعيد للنصّ معناه كلّما تاه عن نفسه...
    تحياتي و احترامي

  4. #4
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 4,028
    المواضيع : 307
    الردود : 4028
    المعدل اليومي : 1.90

    افتراضي

    هذا النص ليس مجرد نثر ، بل هو أقري إلى مرآة مكسورة
    تعكس الروح من زوايا متعددة.
    فلا تظهر صورة كاملة بل أشلاء من شعور واحد
    غياب داخلي مربك غير ملموس ـ لا عن الناس بل عن الهوية
    هذا الغياب الذي لا يشبه الغياب العادي
    بل هو غياب عن الذات ، عن النور، عن اليقين.
    مشاعر إنسانية راقية ، وإحساس صادق
    وما كان حرفك إلا نايا يعزف آلاما وأوجاعا.
    تحياتي وتقديري.

  5. #5
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 4,028
    المواضيع : 307
    الردود : 4028
    المعدل اليومي : 1.90

    افتراضي

    هذا النص ليس مجرد نثر ، بل هو أقري إلى مرآة مكسورة
    تعكس الروح من زوايا متعددة.
    فلا تظهر صورة كاملة بل أشلاء من شعور واحد
    غياب داخلي مربك غير ملموس ـ لا عن الناس بل عن الهوية
    هذا الغياب الذي لا يشبه الغياب العادي
    بل هو غياب عن الذات ، عن النور، عن اليقين.
    مشاعر إنسانية راقية ، وإحساس صادق
    وما كان حرفك إلا نايا يعزف آلاما وأوجاعا.
    تحياتي وتقديري.

  6. #6
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 4,028
    المواضيع : 307
    الردود : 4028
    المعدل اليومي : 1.90

    افتراضي

    هذا النص ليس مجرد نثر ، بل هو أقري إلى مرآة مكسورة
    تعكس الروح من زوايا متعددة.
    فلا تظهر صورة كاملة بل أشلاء من شعور واحد
    غياب داخلي مربك غير ملموس ـ لا عن الناس بل عن الهوية
    هذا الغياب الذي لا يشبه الغياب العادي
    بل هو غياب عن الذات ، عن النور، عن اليقين.
    مشاعر إنسانية راقية ، وإحساس صادق
    وما كان حرفك إلا نايا يعزف آلاما وأوجاعا.
    تحياتي وتقديري.

  7. #7
    الصورة الرمزية آمال المصري
    عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,957
    المواضيع : 411
    الردود : 23957
    المعدل اليومي : 3.82

    افتراضي

    هنا نبضُ روحٍ يسبح في دهاليز الذات، حيث يصبح الصمت لحنًا، والوحدة مرآة، والفراغ وطنًا. كل كلمة تنبض بالحيرة والدهشة والوعي، وكأن الكاتب يرسم وجوده على الورق ليكتشفه القارئ قبل أن يكتشف نفسه. إنّه إبداعٌ استثنائي، بلاغةٌ تهزّ القلب وتترك أثرًا ينسج بين الغياب والحضور، بين السؤال والإجابة، بين ما نحن عليه وما نحاول فهمه.
    أبدعت حقًا، كلماتك تنبض بالروح والدهشة، وبلاغتك تأسر القلب قبل العين.
    تحياتي

  8. #8
    الصورة الرمزية المختار محمد الدرعي
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2014
    الدولة : مكة المكرمة
    المشاركات : 541
    المواضيع : 88
    الردود : 541
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسيل أحمد مشاهدة المشاركة
    هذا النص ليس مجرد نثر ، بل هو أقري إلى مرآة مكسورة
    تعكس الروح من زوايا متعددة.
    فلا تظهر صورة كاملة بل أشلاء من شعور واحد
    غياب داخلي مربك غير ملموس ـ لا عن الناس بل عن الهوية
    هذا الغياب الذي لا يشبه الغياب العادي
    بل هو غياب عن الذات ، عن النور، عن اليقين.
    مشاعر إنسانية راقية ، وإحساس صادق
    وما كان حرفك إلا نايا يعزف آلاما وأوجاعا.
    تحياتي وتقديري.
    الأستاذة القديرة أسيل أحمد
    أعتذر من حضرتك على التأخر في الرد، وما ذلك إلا عثرة وقت لا يليق بعمق كلماتك.
    قرأت تعليقك البديع فوجدته نصًا قائمًا بذاته، يفيض إحساسًا ويعكس جمال روحك الراقية.
    شكري العميق لكِ على هذا التذوق الأدبي المرهف، وعلى هذه القراءة التي أضفت للنص بعدًا آخر من النقاء.
    دمتِ بالجمال والضياء، مع خالص التقدير والاحترام.

  9. #9
    الصورة الرمزية المختار محمد الدرعي
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2014
    الدولة : مكة المكرمة
    المشاركات : 541
    المواضيع : 88
    الردود : 541
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    هنا نبضُ روحٍ يسبح في دهاليز الذات، حيث يصبح الصمت لحنًا، والوحدة مرآة، والفراغ وطنًا. كل كلمة تنبض بالحيرة والدهشة والوعي، وكأن الكاتب يرسم وجوده على الورق ليكتشفه القارئ قبل أن يكتشف نفسه. إنّه إبداعٌ استثنائي، بلاغةٌ تهزّ القلب وتترك أثرًا ينسج بين الغياب والحضور، بين السؤال والإجابة، بين ما نحن عليه وما نحاول فهمه.
    أبدعت حقًا، كلماتك تنبض بالروح والدهشة، وبلاغتك تأسر القلب قبل العين.
    تحياتي
    الأستاذة الفاضلة آمال المصري،
    تعليقك بحد ذاته نصٌّ مبدع، يفيض رهافةً وعمقًا، ويمنح كلماتي ما لم أظن يومًا أنها تملكه من بريق. لقد منحتني قراءة مختلفة لسطوري، وكأنك أعدتِ رسمها بمداد روحك، فازدادت حياةً وألقًا.
    ممتنٌّ لروحك الراقية وقراءتك الباذخة التي تسبق العين لتصل إلى القلب مباشرة.
    تحياتي واحترامي الكبير.