صباحا، تأمل وجهه في المرآة، ابتعد ليرى قامته، انتفض.. ابتسم.. خلع كل ملابسه...
عاد إلى المرآة، دقق في جسده العاري، ردد في نفسه: من أنا؟ من أكون؟
لا لغة مناسبة لوصف جسدي.
لا يهم.. على أي حال، "لست أنا".
ملاحظات في دفتر الغياب» بقلم المختار محمد الدرعي » آخر مشاركة: المختار محمد الدرعي »»»»» خلي و مثقل بالهموم "قصة من الخيال"» بقلم شاهر حيدر الحربي » آخر مشاركة: شاهر حيدر الحربي »»»»» هاتي جمالك كلّه..» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» زُبَيْدِيَّات» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» أحتاجُ موتاً» بقلم أنس عبد القادر العيسى » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» استنكار» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» جحود» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» حكم تارك الصلاة فى الإسلام» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» على جسر من زجاج» بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» غربة ق.ق.ج» بقلم ياسر ميمو » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»»
صباحا، تأمل وجهه في المرآة، ابتعد ليرى قامته، انتفض.. ابتسم.. خلع كل ملابسه...
عاد إلى المرآة، دقق في جسده العاري، ردد في نفسه: من أنا؟ من أكون؟
لا لغة مناسبة لوصف جسدي.
لا يهم.. على أي حال، "لست أنا".
صباحا .. وحين يكون كل شيء واضحا وعلى حقيقته
تأمل وجهه في المرآة ـ فانتفض منكرا ما رأى من تغيير
ابتسم ساخرا .. تجرد من ملابسه، وفي عريه تأمل آثار
السنين على جسده ، وهاله ما رأى فأنكره.
نسى أن للزمن آثار وعلامات يتركها على الجسد
بينما تبقى الروح كما هي محتفظة بما حباها الله من علم وصفات
فياله من جاحد ..
قال تعالى : وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ.
فكرة قوية حملها النص بكلماته القليلة ومعالجته المتمكنة.
نص جميل السبك، ساحر البناء ، قوي المعنى
دمت ساردا بإمتياز.
قراءة قيمة قبضت على كل المعاني والدلالات الخفية في النص، نعم المبدعة نادية ،فالنفس تعبر عن هوية الشخص التي تمثل الجانب الروحي ،
والروح تبقى ملازمة للفرد في جميع مراحل حياته منذ ولادته وحتى مماته. فالبطل ركز على ملامحه الداخلية والخارجية ابتداء من وجهه وجسده ،
فلم يرض بتلك التغيرات التي لحقت به ، نعم كان جاحدا لنعمة الله عليه.
لم أضف شيئا إلى تحليلك القيم ،لكنه فتح لي رؤية جديدة ، تتطابق مع قراءتك المتميزة .
شكرا على اهتمامك النبيل، اهتمام أعتز به .
حفظك الله ،مودتي وتقديري
في المرآة رأى آثار الزمن وتقدم العمر على جسده من تجاعيد وترهل
فلم يقتنع وأنكر ما رأى قائلا .. لست أنا.
ومضة ظريفة بما حملت من فكرة ـ فكلنا هذا الرجل ننظر إلى أنفسنا بمنظار داخلى لا يتغبر
فإذا ما اكتشفنا آثار الزمن على أجسادنا أنكرنا ما نراه.
سلمت يداك.
نصٍ متفجر بالدهشة والتمزق الداخلي
هنا لا يكتفي اديبنا بوصف الجسد، بل يغوص في أعماق الهوية، في مواجهة المرآة التي تعكس أكثر من صورة: صرخة البحث عن الذات، وهواجس الغياب بين الملموس والمجهول.
كل كلمة تتحرك على شفا الفلسفة، وكل سطر يتحدى قدرة اللغة على احتواء تجربة وجودية كاملة.
نص يترك القارئ متأملاً، مشدوهاً، بين العري الجسدي والخلاء الروحي، في صراع دائم مع السؤال الأكبر: "من أكون؟"
تقدّم لغة غنية بالرمزية، وجرأة صريحة على مواجهة الفقدان الداخلي، فتصبح المرآة هنا أكثر من مجرد زجاج، بل بوابة إلى الوعي الذاتي والاختلاف الوجودي.
هذا النص يظهر براعتك أديبنا الفاضل في المزج بين القوة البصرية والعمق الفلسفي، وأسلوبه يترك أثرًا طويلًا في الروح.
تحياتي لك