نص يقطر مرارة التاريخ على ألسنة الحروف،
أدركت وأنا أقرأه أن الخيانة لا تُقاس بعدد الخناجر، بل بعمق الجرح الذي يتركه غياب الوطن من الصدور.
لقد كان رقصهم وهماً مطليّاً بألوان العرس، بينما الأرض تنزف من تحت أقدامهم، والحلم يتسلّل من بين أصابعهم كحفنة رمل يابسة.
وها هم الآن، حين أسقطت الحقيقة أقنعتها، لم يجدوا غير وجوههم ليصفعوها، وغير أصواتهم ليخنقوها تحت التراب.
إنها المأساة حين يكتشف المرء أن انتظار الأبواب المفتوحة ضربٌ من العمى .. وأن الصمت ليس هدوءاً، بل قبراً للأمل.
كلماتك أديبنا الفاضل ليست حروفاً، بل شواهد قبور لوطنٍ ما زال يختبئ في قلوب أهله.
لقد استطعت أن تصوغ مأساة كاملة في سطور قليلة، وأن تحوّل الألم إلى لوحة أدبية غنية بالصور والرموز، حتى بدت الكلمات كأنها تنزف مع القارئ لا من أجله فقط.
تحياتي